السبت، 31 مارس 2018

هل استخدامات المنتجات الطبية المستخرجة من الخنزير تفوق مثيلاتها من الثدييات الأخرى؟





هل فعلاً كل ما يستخلص من الخنزير من مواد أو يستخدم من أنسجة لا يوجد ما يماثله كفاءة من ثدييات أخرى أو بكتيريا أو نبات؟ هل هو علمياً كائن خارق بتوافقه في بعض الصفات مع البشر🤨 ما السبب العلمي والإقتصادي وراء كثرة استخداماته؟!
نقاش علمي لإستخدامات مواد أو أنسجة من الخنزير لأغراض علاجية و في الصناعات الدوائية.دائماً ما يطرح هذا الموضوع بأسلوب استفزازي بعيد عن المهنية العلمية والسبب الحقيقي ورائه أقرب ما يكون للطرح الإستعراضي كنوع من التحدي للفريق المعارض ويصور كالكائن الخارق والحل الوحيد.
مما يكرر “الإنسولين يستخرج من الخنزير" معلومة عفا عليها الدهر إذ أن استخلاص الأنسولين من الحيوانات توقف تقريباً في عام ١٩٨٠ أولاً وثانياً استخراج الإنسولين لم يكن حصراً على الخنازير بل كان من الأبقار والحصن حسب الشركة ولكن الخنزير ارخصها وليس بالضرورة أفضلها. بالنسبة للأنسولين حالياً فمنذ عام ١٩٨٠ ينتج بتقنية (Recombinant DNA) وتتم بتضمين جين بشري داخل بكتيريا معينة لتنتج الأنسولين ويستخلص منها. تعتبر هذه التقنية أفضل لإرتباط الإنسولين الحيواني بوجود بعض الشوائب التي تسبب مضاعفات تحسسية. حتى مع استخدام تقنيات تنقية عالية مثل ال HPLC لم يكن ممكناً إزالة كل الشوائب من المنتج الحيواني لذا يعتبر الأنسولين المعد بالتقنية الجينية أفضل.

ايضاً مما يعاد ويكرر "صمام القلب من الخنزير هو الأنسب للإنسان" هل هذا صحيح؟اكرر في التجارب المعملية عادة يتم اختبار انسجة الخنزير في بدايات اكتشاف استخدام معين لتوفر الكثير من الدراسات عليه والأدوات البحثية له لذا هو الخيار الأسهل بحثياً ولا يعني ابداً انه الخيار الأوحد والأفضل.
الصمامات القلبية المتوفرة حالياً نوعين:
١- صناعية تعمل بميكانيكية معينة كالصمام الطبيعي، عمرها أطول ولكن أحد عيوبها الحاجة لتناول أقراص الوارفارين المسيلة للدم مدى الحياة (تتعارض كثير من الأدوية والأغذية معه). ٢- من انسجة حية مثل صمام من الخنزير أو من البقر.
ميزة الصمامات من الأنسجة الحية أن المريض لن يضطر لتناول دواء الوارفارين الذي يحتاج متابعة منتظمة ويتعارض مع كثير من الأدوية والأغذية فلو ارتفع معدل سيولة الدم عن الحد المسموح سبب نزيف ولو انخفض قد يؤدي لجلطة.
اختيار نوع الصمام يعتمد على عوامل كثيرة منها عمر المريض، صحته العامة، أدوية يستخدمها وغيره يعتمدها الطبيب في اختياره. هل الصمام من الخنزير أفضل من البقري؟! تبعاً لبحث من وحدة القلب في مستشفى Wythenshawe في مانشستر، المملكة المتحدة، للمقارنة بين استبدال صمام القلب الأبهر البشري بصمام من خنزير أو بقري و يشمل تحليل ٥٦٢ ورقة علمية من المستوى الأول أو الثاني تغطي هذه الأوراق ٩٨٨٠ مريض تم استبدال صماماتهم في الفترة ما بين 1974–2006 ميلادي.

المقارنة بين الصمامين شملت كل أو بعض ما يلي: المضاعفات والمتانة (أو المدة التي يظل عمل الصمام فيها بكفاءة)، والوفيات والوضع الوظيفي ووظيفة تدفق الدم بشكل طبيعي. عشر أوراق علمية تحديداً درست المضاعفات للصمامين أربع أوراق بحثية وجدت أن الصمام البقري يتفوق على الصمام من الخنزير وورقة واحدة فقط اعتبرت صمام الخنزير أفضل، و خمس بحوث اخرى وجدت الصمامين متماثلين في المضاعفات. بالنسبة للمتانة (durability) ست أوراق علمية قيمتها والنتيجة فيها متساوية للصمامين. وكذلك بالنسبة لمعدل الوفيات بعد العملية رأي الباحث انها متساوية (ورقتين وجدت البقري افضل مقارنة بواحدة وجدت صمام الخنزير أفضل). بالنسبة للوضع الوظيفي كلا الصمامين متساويين. أما بالنسبة لوظيفة التدفق الدموي من ١١ ورقة بحثية ٩ أوراق علمية وجدت أن الصمام البقري أفضل بينما ورقتين علميتين وجدت الصمامين متعادلين. وفي الاستنتاج كتب الباحثون، صمام الأبقار يتفوق بالنسبة لأفضليته في مضاعفات أقل وديناميكية تدفق أفضل للدم على صمام الخنزير. بالنسبة للوفيات، والوضع الوظيفي والمتانة يتعادل الصمامان. النتائج تتباين ايضاً بسبب اختلاف الشركات المصنعة، مدة الدراسة، مكانها وغيره.
بالنسبة لاستخدامات إنزيمات الخنزير أو الجيلاتين في اللقاحات كذلك ليس أمراً استثنائياً محصور بالخنزير فبالإمكان الحصول على نفس المواد من نباتات، بكتيريا، أبقار وغيره . هل لقاحات الأطفال لدينا في المملكة تحتوي على مواد مستخرجة من الخنزير؟ بالنسبة للقاح الثلاثي MMR والموجود لدينا بالأسم التجاري Priorix مكتوب فيه أنه تعرض لمواد مستخلصة من الأبقار فقط اثناء مراحل التصنيع. اللقاح الثلاثي في امريكا منتج من شركة مختلفة وتستخدم به مواد مستخلصة من الخنزير. بالنسبة للقاح شلل الأطفال (Polio) من شركة IMOVAX المستخدم فيه مصل العجل. المصل الحيواني في لقاح شلل الأطفال (polio) يستخدم لغرض ثباتية المنتج (stability) وفي اللقاح الثلاثي (MMR) تستخدم المواد البقرية للمزرعة، وهذه الإستخدامات ليس ضرورة بايلوجية مقصورة على الخنزير بل من الممكن الحصول عليها من مصادر أخرى. أغلب الأدوية في وزارة الصحة في المملكة تلجأ لمنتجات خالية من مواد مستخرجة من الخنزير في حال توفر بدائل إن لم يكن المنتج حصري على الشركة المصنعة الأساسية في بدايات اكتشاف الدواء أو اللقاح ولا بديل له. من اللقاحات التي ادخلت لجدول تطعيم الأطفال لدينا هو نقط الفم Rotarix ويحتوي على انزيم التريبسين من الخنزير. وهو لقاح ضد ڤيروس RV1 الذي يسبب إسهال شديد للأطفال (لذا اللقاح يمنع حدوث النزلات المعوية التي تسبب انخفاض وزن الطفل والجفاف). في ٢٠١٣ وجد أن لقاح Rotarix بعد فحصه بتقنيات تحليلية متقدمة تتمكن من رؤية أي اجزاء من الأحماض النووية (DNA) بأن عينات اللقاح بها شوائب لنوعين من فايروس الخنزير المعروف باسم porcine circovirus type 1 (PCV-1) and 2 (PCV-2) DNA


ووجدوا أنه ليس من الممكن إزالة هذا النوع من الشوائب بالتقنيات المعروفة مثل الإشعاع أو الفلترة أو غيره. فظهرت توصية باستخدام انزيم التريبسين المستخدم لتصنيع اللقاح من مصادر أخرى مثل البكتيريا أو الأبقار لتجنب هذه المشكلة.
لماذا تفضل بعض الشركات استخدام المواد المستخلصة على الخنزير؟ لتختصر على نفسها الجهد والوقت لأن تغيير بروتكولات العمل التصنيعي يحتاج تغيير القديم كله وعمل اختبارات معيارية جديدة واختبار نجاحها ورفع تقارير ذلك كله للجهة المختصة للحصول على الموافقة وذلك سيستهلك وقت ومال وجهد إضافي.
هل تربى الخنازير المستخدمة في تصنيع مواد تدخل في الأدوية مثل الجيلاتين أو الإنزيمات تربى تحت ظروف معقمة؟ لا طبعاً يتم الحصول على اجزاء معينة والتي يحتاجها مصنع الأدوية من شركات الأغذية والتي تربي هذه الحيوانات في مزارع عادية، وذلك من قراءتي للتقارير التي ترفع لهيئات الغذاء والدواء. مصدر إنزيم التريبسين المستخدم في اللقاح حسب التقرير. رابط المصدر من ال EUROPEAN MEDICINE AGENCY http://www.ema.europa.eu/docs/en_GB/document_library/Scientific_guideline/2014/02/WC500162147.pdf




حقنة مرخصة لعلاج مشكلة الذقن المزدوج


 ١/من الأدوية المرخصة لعلاج مشكلة الذقن المزدوج هي حقنة(Kybella)والمادة الكيميائية هي(Deoxycholic acid) تحقن بمقدار ٢مجم/سم مربع من مساحة ما تحت الذقن لإذابة الدهون قد تصل عدد الحقن حسب حجم الدهون في المنطقة إلى خمسين حقنة للجلسة الواحدة وعدد ٦ جلسات (من الممكن أن تكون 2-4 جلسات كافية) يفصل بين الجلسة والأخرى شهر واحد على الأقل.
‏٢/ المادة الكيميائية المكونة لهذا المستحضر هي (Deoxycholic acid)، جسم الإنسان ينتجها بشكل طبيعي من العصارة الصفراوية الكبدية كمادة ثانوية إذا أنها تفرز (Cholic acid) والذي تحوله بكتيريا الأمعاء إلى مادة (Deoxycholic acid) المذيبة للدهون ولها استخدامات غذائية وصناعية معروفة.
‏٣/ تستخدم هذه الحقنة لإزالة الذقن المزدوجة بدون تدخل جراحي في كندا، امريكا واستراليا. قد تبلغ تكلفة جلسة واحدة لهذه الحقنة ٥٠٠ دولار في كندا كحد أدنى، أما امريكا ف 1000 دولار وأكثر.