الأربعاء، 26 فبراير 2020

هل يقضي الغبار والعواصف الترابية على الأمراض كما يشاع؟

كل مرة تجينا عواصف ترابية وغبار يمتلي الواتساب وتويتر بمقولة تنسب لابن خلدون يذكرون أنه وردت في مقدمته 👇🏼ملخصها أن الغبار يقضي على أمراض وحشرات مهلكة هل هالكلام صحيح؟! لدرجة أن العض متصور الغبار راح يقضي على ڤايروس كورونا COVID-19 الحالي 🧐

في ورقة بحثية بالتعاون بين الصين وتايوان ناقشت موضوع انتشار ڤايروس الإنفلونزا بشكل عام وڤايروس إنفلونزا الطيور (H5N1) الممرض (كمياً) خلال مواسم العواصف الترابية في الربع الأول من السنة في آسيا و مقارنتها بالأيام العادية.

وجد أن العينات التي جمعت أيام العواصف الترابية تحوي كمياً وبشكل واضح ڤايروسات أكثر مقارنة بالأيام العادية. وفي مناقشة الورقة للبحوث السابقة يقترح الباحثون بأن ذرات الغبار  قد تنقل الڤايروسات مع بخار المحيطات فتنتقل من قارة إلى أخرى.
من البديهيات ومن المعلوم لدى العامة أن الغبار يهيج الربو، حساسية الجلد، تزيد التهابات وعدوى العيون.


الخميس، 20 فبراير 2020

الميكروبات الطبيعية وأهميتها لصحتنا العقلية والجسدية والنفسية.



في نقاش مع صديقتي عن ورقة بحثية ناقشتها تساءلت متى ترجع البكتيريا النافعة في الأمعاء بعد استخدام كورس مضاد حيوي؟ وما الأثر الذي يتركه اضطراب وتغير هذه البكتيريا على صحتنا العامة؟
‏أولاً أؤكد على ضرورة تناول المضاد الحيوي إذا كان لضرورة طبية بوصفة من طبيب مختص. أجيب على السؤال في التالي.
قام باحثون في جامعة ستانفورد بفحص أكثر من900000عينة من براز رجال ونساء أصحاء تناولوا مضاد حيوي(Ciprofloxacin)وجدوا أن معظم الميكروبات (الميكروبيوم) عادت إلى طبيعتها بعد أربعة أسابيع لكن أعداد بعض البكتيريا مازالت منخفضة حتى بعد ستة أشهر من توقف المضاد.
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2586385/
هل هناك بكتيريا نافعة تعيش في أجسادنا بل ضرورية لصحتنا الجسدية، العقلية والنفسية؟ نعم وهناك عوامل معينة في طبيعة حياتنا أو غذائنا ممكن تأثر عليها سلباً وبالتالي تتأثر صحتنا. وهناك اهتمام متزايد في الدراسات الحالية بدراسة أهميتها
الميكروبيوم في الجسم البشري عبارة عن مجموعة من الكائنات الحية الدقيقة التي تشمل البكتيريا والبروتوزوا والفطريات والفيروسات وغيرها من الكائنات الحية وحيدة الخلية داخل الجسم وعلى الجلد. تلعب دورًا مهمًا في صحة الشخص.
تعيش هذه الميكروبات على الجلد وعلى الأعضاء التناسلية وفي المهبل لدى السيدات وداخل الجسم في الرئتين والجهاز الهضمي، فما دورها؟
تساعد في عملية الهضم، وتدعم تطور الجهاز المناعي وتمنع الالتهابات. بحثياً وجدت علاقة بين ميكروبات الأمعاء و وصحة الدماغ، مما يعني إمكانية تحسين وظائف الدماغ أو تجنب بعض الأمراض بالمحافظة على الميكروبيوم لأمعاء بصحة جيدة.

في دراسة نشرت في مجلة BMJ Gut ديسمبر ٢٠١٩ ذكرت أن تناول حمية البحر الأبيض المتوسط ​​لمدة عام واحد فقط غيرت الميكروبيوم للمسنين بطريقة حسنت من وظائف الدماغ الإدراكية ومنعت إنتاج المواد الكيميائية الدالة على الإلتهابات والمقترنة بالأمراض المزمنة مثل السكري والسرطان وتصلب الشرايين.
https://gut.bmj.com/content/gutjnl/early/2020/01/31/gutjnl-2019-319654.full.pdf
الميكروبات أو الكائنات الحية الموجودة بشكل طبيعي في المهبل لدى السيدات تحافظ على درجة الحموضة الطبيعية للمهبل وتمنع الإلتهابات الميكروبية وتحمي الأنسجة الطلائية التي تبطن المهبل لحمايته.
في الأمعاء تساعد هذه الميكروبات على هضم بعض الأدوية وتحويلها للمركب الفعال النشط مثل حبوب منع الحمل التي يبطل مفعولها بتناول المضاد الحيوي لأنه يقتل البكتيريا الهاضمة. ايضاً تساعد هذه الميكروبات على تكوين فيتامين K
الميكروبيوم التي تتواجد بشكل طبيعي على الجلد من بكتيريا وفطريات وڤيروسات تتنافس مع الميكروبات الممرضة التي تسبب مشاكل جلدية مثل حب الشباب وقد يكون لها دور في الإستجابة المناعية.

العوامل التي تؤثر على الميكروبيوم أو الميكروبات النافعة الموجودة في الجسم عديدة منها طبيعة الغذاء، الأدوية، الضغط النفسي، موقعك الجغرافي، ولادتك هل هي طبيعية أم قيصرية، رضاعتك هل هي طبيعية أم صناعية (بالنسبة للمواليد قد يمتد تأثير ذلك على لعدة سنوات على الجهاز المناعي).