الأحد، 10 نوفمبر 2019

متلازمة انقطاع النفس أثناء النوم

‏من الحالات المرضية المنتشرة والتي قلما تشخص طبياً في مجتمعاتنا لأن المريض لا ينقل شكواه للطبيب وبالرغم من كونها مشكلة جدية وتسبب مضاعفات صحية خطيرة مثل السكري، الضغط، أمراض القلب على المدى الطويل لو أهملت هي متلازمة انقطاع النفس أثناء النوم وأحد دلائلها الشخير. من يلاحظ المريض هو شريكه في الغرفة من الأعراض الشخير بصوت عال ومزعج (ليس بالضرورة في كل الحالات)، استيقاظ المريض أكثر من مرة أثناء الليل وكأنه يبحث عن النفس ويحاول أن يتنفس، صداع عند الإستيقاظ وشعور بالإرهاق والحاجة للنوم  أثناء النهار بالرغم من نومه ليلا لكن مشكلة التنفس لا تجعل نومه مريحاً وكافياً. حسب ما قرأت هنالك ٣ أنواع لمتلازمة انقطاع النفس أكثرهما انتشاراً هو انقطاع النفس بسبب ارتخاء عضلات الحلق فتسد مجرى الهواء أو مشكلة في الدماغ بأنه لايرسل إشارات لعضلات التنفس فيتوقف النفس أو كلاهما معاً.


من هم الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بمتلازمة توقف النفس أثناء النوم؟ أصحاب الوزن الزائد (مؤشر كتلة الجسم>٢٥)، المدخنين، كونك ذكر يضاعف خطر الإصابة، المصابين بارتفاع ضغط الدم، شرب الكحول وتعاطي المنومات والمهدئات، كل ما زاد محيط الرقبة، احتقان الأنف، التاريخ العائلي.

ما الذي يمكن أن يحدث لك لو أهملت هذه المشكلة ولم تعالجها؟ الإصابة بالضغط، السكر، أمراض القلب، مشاكل إدراكية، الخرف، ارتجاع الحمض المعدي وغيره.

كيف يتم التشخيص؟ إما باختبار منزلي 👇🏼 وتعطى جهاز مكون من عدة قطع منها ما تضعه على انفك واخرى على صدرك وآخر على اصبعك ليسجل تخطيط نومك أثناء الليل وعدد مرات انقطاع النفس أو انخفاض الأكسجين في الدم. في امريكا التأمين عادة يغطي المنزلي كلفته بالتأمين ٧٠ دولار بدون تأمين ٧٠٠ دولار

الخيار الآخر للتشخيص هو تنويمك في مركز متخصص لدراسة اضطرابات النوم ووضع جهاز أكثر تعقيداً لمتابعتك ويشمل ذلك وظائف الدماغ. التأمين عادة لايغطي هذا الإختبار.

بعد الإختبار سيقرأ الطبيب المتخصص تخطيطك ويحدد شدة انقطاع النفس )إذا انقطع نفس الشخص ٥-١٥ مرة/الساعة يعتبر غير قوي، ١٦-٣٠ مرة يعتبر متوسط، >٣٠ يعتبر شديد) لديك ليتم صرف جهاز تضبط اعداداته حسب حالتك يمنع انسداد مجرى الهواء ليلاً بدفع الهواء لك.

هناك عدة أنواع من الماسكات سيرجح لك الإخصائي منها مايناسبك حسب توقعه بعد أن يسألك عدة اسئلة مثلاً هل يخبرك من معك بأنك تنام عادة وفمك مفتوح؟ وعلى أساسها ستأخذ قناع الأنف فقط أو الوجه كامل. قد يرجح لك قطع إضافية مثلاً لإبقاء الفم مغلقاً أثناء النوم.

هل كل شخير هو بسبب متلازمة انقطاع النوم؟ لا، من الممكن أن تكون هناك أسباب أخرى مثل لحمية الأنف أو احتقان الأنف.

الجهاز اسمه CPAP به الكثير من الميزات ويحتاج عناية خاصة من ناحية النظافة اليومية والشهرية والقطع التي يجب أن تستبدل دورياً ويغطيها التأمين سيخبرك المختص بكل ذلك في جلسة استلامه. بعض المرضى يتعود على الجهاز منذ الأيام الأولى وبعضهم يحتاج لوقت وتغييرات عديدة ليعتاد عليه




التأمين في امريكا مثلاً  يتابع استخدامك للجهاز (يظهر لديهم اونلاين استخدامك اليومي عن طريق الجهاز) ونظامهم مثل تأجير السيارات يدفعون للشركة ايجار جهازك لمدة ١٠ أشهر بعدها تمتلك الجهاز بشرط أن تستخدمه أكثر من ٤ ساعات ونصف يومياً لمدة ٢١ يوم كل شهر وإلا يلغى العقد.

الثلاثاء، 5 نوفمبر 2019

أثر وقت الشاشة والأجهزة الذكية على نمو دماغ الطفل في سن ماقبل المدرسة


وجدت دراسة جديدة أن أدمغة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 5 سنوات والذين افرطوا في استخدام الشاشات لم يتطوروا في المجال اللغوي والكتابي والمعرفي بالشكل المطلوب. وقد اجريت الدراسة باستخدام استبيانات معينة وأشعة الرنين المغناطيسي.

وقال الباحث الرئيسي الدكتور جون هوتون ، طبيب الأطفال والباحث السريري في مستشفى سينسيناتي للأطفال: "هذه أول دراسة لتوثيق الارتباط بين الاستخدام العالي للشاشة والقياسات  البنيوية للدماغ والمهارات لدى الأطفال في سن ما قبل المدرسة". تم نشر الدراسة الاثنين في مجلة JAMA Pediatrics.

يقول الباحث "هذه الفترة العمرية مهمة جداً لأن الدماغ يتطور بسرعة أكبر في السنوات الخمس الأولى.دماغ الطفل مرن ويمتص كل شيء  إذ تتشكل الروابط القوية في الدماغ و التي تدوم مدى الحياة."

أظهرت الدراسات السابقة أن مشاهدة التلفزيون المفرطة مرتبطة بعدم قدرة الأطفال على التركيز والإنتباه والتفكير بوضوح، زيادة عادات الأكل السيئة والمشاكل السلوكية، التأخر اللغوي مشاكل النوم، انخفاض قدرة الطفل على التنفيذ وانخفاض الأنشطة المشتركة بين الوالدين والطفل.

يقول الباحث بأن الأطفال المفرطين بمشاهدة الشاشات قد نشأوا في عائلات مدمنة للمشاهدة بمقدار الضعف فلو كان الطفل يشاهد الشاة ٥ ساعات يومياً فالوالدين يشاهدونها عشراً.

يقول الباحث أثناء اجراء الدراسة وجدنا أن ٩٠٪ من الأطفال يستخدمون الأجهزة الذكية ابتداءاً من عمر سنة. بل إننا وجدنا عائلات تجعل الطفل يشاهد الشاشة بعمر شهرين إلى ثلاثة.

يقول الباحث بأنهم في هذه الدراسة استخدموا نوعاً خاصاً من أشعة الرنين
‏MRI, called diffusion tensor imaging
‏لرؤية المادة البيضاء في الدماغ (وهي بمثابة الكيبل الذي يربط خلايا الدماغ ببعضها). نشاطات مثل القراءة، العدو، تعلم استخدام آلة موسيقية تحسن من تنظيم وتركيب المادة البيضاء.

خضع للتجربة ٤٧ طفل وطفلة ماقبل سن المدرسة، قبل التصوير بالرنين المغناطيسي تم إجراء اختبارات إدراكية للأطفال، بينما قام الآباء استبيان عن وقت اطفالهم على الشاشة طورته الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال.

يقيس الإستبيان مقدار الوقت المتاح  للطفل لمشاهدة الشاشة (أثناء وجبات الطعام، السيارة، في طابور المتجر)، عدد مرات المشاهدة (أي عمر بدأ، عدد الساعات ، وقت النوم)، المحتوى (يختار بمزاجه، مشاهد قتال، غنائية أو تعليمية).

ايضاً يقيس الاختبار التفاعل "الحوار" (هل يشاهد الطفل الشاشة بمفرده أو يتفاعل مع أحد الوالدين ويناقش المحتوى).

أظهرت النتائج أن الأطفال الذين تجاوزت مشاهدتهم للشاشة المدة الموصى بها من أكاديمية طب الأطفال الأمريكية AAP (وهو ساعة واحدة في اليوم لمن هم دون سن الخامسة) دون تفاعل مع الوالدين لديهم مادة بيضاء غير منظمة وغير متطورة في جميع أنحاء الدماغ.

وقال هوتون:" كان متوسط ​​وقت مشاهدة الشاشة في هؤلاء الأطفال يزيد قليلاً عن ساعتين في اليوم". "وكمعدل عام من ساعتين إلى ٥ ساعات.
‏كانت مساحات المادة البيضاء المسؤولة عن الوظائف التنفيذية غير منظمة وناقصة النمو (أجزاء الدماغ تظهر باللون الأزرق في التصوير).

علق الباحث هذه الدراسة بينت الأثر السلبي لزيادة وقت مشاهدة الشاشة على الطفل، هذا لايعني أن الشاشة تضر الدماغ لكن الوقت المهدور في مشاهدتها يمنع الطفل من القيام بنشاطات ضرورية لتطور دماغه مثل اللعب، التفاعل الإجتماعي، الكلام مع بشر وليس مع الجهاز.