السبت، 22 أبريل 2017

كحل الأثمد والكحل الحالي مالفرق بينهما؟ هل من الممكن أن تفرق بينهما بالمغناطيس؟




كحل الأثمد والكحل الحالي مالفرق بينهما؟ هل من الممكن أن تفرق بينهما بالمغناطيس؟

شاهدت أكثر من فيديو لأشخاص حاولوا جذب الكحل سواء الأثمد أو الكحل التجاري (القلم) بالمغناطيس. وحينما يجذب المغناطيس ذرات الكحل المطحون أو قلم الكحل يستدل من قام بعمل الفيديو أن الكحل يحتوي مواد ضارة (حديد)، أو أن الكحل مغشوش في حال كانت التجربة على كحل الأثمد، فهل هذا صحيح؟ طبعاً في وقتنا الكل صار يجري تجارب ويستنتج استنتاجات كيميائية أو بيولوجية بدون القيام بأدنى بحث علمي في الموضوع وما يزيد الطين بلة كون الشخص ليس من أهل الاختصاص.

مما يتكون الكحل التجاري الأسود القلم، الكريمي أو السائل؟

بشكل عام يحتوي الكحل على:
1-   مكون يسهل تكوين الطبقة الرقيقة لرسمة الكحل.
2-   مكثف أو مثخن، ودوره تثبيت الكحل وعادة يكون صمغ طبيعي، أو مادة شمعية أو بعض أنواع الطين.
3-    وصبغة تعطي اللون مثل أكسيد الحديد وهو لون استخدم منذ القدم لدى الفراعنة وغيرهم. وله عدة استخدامات منها غذائية كملون للأغذية وأخرى صناعية.

 هل أكسيد الحديد آمن للاستخدام في العين؟

حسب عدة مصادر صحية ومن ضمنها منظمة الغذاء والدواء الأمريكية فاستخدامه آمن بشرط خلوه من بعض المعادن الثقيلة (بمعنى أدق حسب المصدر للمواد التجميلية يجب ألا يحتوي أكسيد الحديد على أكثر من ثلاث أجزاء من الزرنيخ لكل مليون جزء من أكسيد الحديد، وألا يحتوي على أكثر من 10 أجزاء من الرصاص لكل مليون جزء من أكسيد حسب التحضير الصناعي أثناء تنقيته).

وبما أن صبغة الكحل مكونة من أكسيد الحديد فمن الطبيعي أن ينجذب قلم الكحل للمغناطيس ولا يعني ذلك أن الكحل يحتوي مواد ضارة. ولا يمكن الكشف عن جزيئات الزرنيخ والرصاص إن كانت فوق الحد المسموح بتجربة بمغناطيس في المنزل بل يحتاج لأجهزة تحليلية دقيقة في معامل متخصصة.

كحل الأثمد:

اسمه العلمي الأنتيمون هو عنصر كيميائي في الجدول الدوري واسمه بالأنجليزي (antimony)، ورمزه (Sb). يعتبر شبه معدن (شبه فلز)، قاس وجاف في الحالة المعدنية الصخرية لونه فضي لماع. استخدمه قدماء المصريون ككحل واستخدموا كبريتيد الأنتيمون كمسكرة. له استخدامات صناعية ايضاً في اللحام وغيره وقد وردت نصوص في الحديث النبوي تحث على استخدامه ككحل.
في أحد مقاطع الفيديو قام أحد الأشخاص بعمل تجربة للكشف عن الغش باسم كحل الأثمد، فقام بجذب جزيئاته بالمغناطيس فجذبها كلها وقال انه مغشوش ويحتوي مواد ضارة.

 الحقيقة أن الأثمد لا يجذبه المغناطيس بل معروف فيزيائياً أنه (Diamagnetic)، أي انه ينفر من المغناطيس (وهذا ينفع كتجربة مبدئية للتحقق من من ان الكحل مكون من الأثمد ولكن هناك معادن أخرى ضارة تنفر من المغناطيس)، وقد يكون التاجر وضع في العلبة كحل عادي مكون من أكسيد الحديد (وهو غير ضار)، ولكن المشكلة أن ما يتم تعبأته بطريقة عشوائية ولا يخضع لمقاييس جودة من المصنع قد يحتوي مواد أخرى ضارة بكمية أكثر من المسموح مثل الزرنيخ أو الرصاص ( الرصاص مع استعماله على المدى الطويل وبشكل متكرر إلى الإصابة بالماء الأبيض في العين، أو إعتام عدسة العين (Cataract)، والمشكلة أن الرصاص ينفر من المغناطيس مثل الأثمد).

كتبته الصيدلانية: سكينة عايش الحرز.



المصادر:



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق