الثلاثاء، 5 نوفمبر 2019

أثر وقت الشاشة والأجهزة الذكية على نمو دماغ الطفل في سن ماقبل المدرسة


وجدت دراسة جديدة أن أدمغة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 5 سنوات والذين افرطوا في استخدام الشاشات لم يتطوروا في المجال اللغوي والكتابي والمعرفي بالشكل المطلوب. وقد اجريت الدراسة باستخدام استبيانات معينة وأشعة الرنين المغناطيسي.

وقال الباحث الرئيسي الدكتور جون هوتون ، طبيب الأطفال والباحث السريري في مستشفى سينسيناتي للأطفال: "هذه أول دراسة لتوثيق الارتباط بين الاستخدام العالي للشاشة والقياسات  البنيوية للدماغ والمهارات لدى الأطفال في سن ما قبل المدرسة". تم نشر الدراسة الاثنين في مجلة JAMA Pediatrics.

يقول الباحث "هذه الفترة العمرية مهمة جداً لأن الدماغ يتطور بسرعة أكبر في السنوات الخمس الأولى.دماغ الطفل مرن ويمتص كل شيء  إذ تتشكل الروابط القوية في الدماغ و التي تدوم مدى الحياة."

أظهرت الدراسات السابقة أن مشاهدة التلفزيون المفرطة مرتبطة بعدم قدرة الأطفال على التركيز والإنتباه والتفكير بوضوح، زيادة عادات الأكل السيئة والمشاكل السلوكية، التأخر اللغوي مشاكل النوم، انخفاض قدرة الطفل على التنفيذ وانخفاض الأنشطة المشتركة بين الوالدين والطفل.

يقول الباحث بأن الأطفال المفرطين بمشاهدة الشاشات قد نشأوا في عائلات مدمنة للمشاهدة بمقدار الضعف فلو كان الطفل يشاهد الشاة ٥ ساعات يومياً فالوالدين يشاهدونها عشراً.

يقول الباحث أثناء اجراء الدراسة وجدنا أن ٩٠٪ من الأطفال يستخدمون الأجهزة الذكية ابتداءاً من عمر سنة. بل إننا وجدنا عائلات تجعل الطفل يشاهد الشاشة بعمر شهرين إلى ثلاثة.

يقول الباحث بأنهم في هذه الدراسة استخدموا نوعاً خاصاً من أشعة الرنين
‏MRI, called diffusion tensor imaging
‏لرؤية المادة البيضاء في الدماغ (وهي بمثابة الكيبل الذي يربط خلايا الدماغ ببعضها). نشاطات مثل القراءة، العدو، تعلم استخدام آلة موسيقية تحسن من تنظيم وتركيب المادة البيضاء.

خضع للتجربة ٤٧ طفل وطفلة ماقبل سن المدرسة، قبل التصوير بالرنين المغناطيسي تم إجراء اختبارات إدراكية للأطفال، بينما قام الآباء استبيان عن وقت اطفالهم على الشاشة طورته الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال.

يقيس الإستبيان مقدار الوقت المتاح  للطفل لمشاهدة الشاشة (أثناء وجبات الطعام، السيارة، في طابور المتجر)، عدد مرات المشاهدة (أي عمر بدأ، عدد الساعات ، وقت النوم)، المحتوى (يختار بمزاجه، مشاهد قتال، غنائية أو تعليمية).

ايضاً يقيس الاختبار التفاعل "الحوار" (هل يشاهد الطفل الشاشة بمفرده أو يتفاعل مع أحد الوالدين ويناقش المحتوى).

أظهرت النتائج أن الأطفال الذين تجاوزت مشاهدتهم للشاشة المدة الموصى بها من أكاديمية طب الأطفال الأمريكية AAP (وهو ساعة واحدة في اليوم لمن هم دون سن الخامسة) دون تفاعل مع الوالدين لديهم مادة بيضاء غير منظمة وغير متطورة في جميع أنحاء الدماغ.

وقال هوتون:" كان متوسط ​​وقت مشاهدة الشاشة في هؤلاء الأطفال يزيد قليلاً عن ساعتين في اليوم". "وكمعدل عام من ساعتين إلى ٥ ساعات.
‏كانت مساحات المادة البيضاء المسؤولة عن الوظائف التنفيذية غير منظمة وناقصة النمو (أجزاء الدماغ تظهر باللون الأزرق في التصوير).

علق الباحث هذه الدراسة بينت الأثر السلبي لزيادة وقت مشاهدة الشاشة على الطفل، هذا لايعني أن الشاشة تضر الدماغ لكن الوقت المهدور في مشاهدتها يمنع الطفل من القيام بنشاطات ضرورية لتطور دماغه مثل اللعب، التفاعل الإجتماعي، الكلام مع بشر وليس مع الجهاز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق