الأحد، 16 أبريل 2017

الاستخدامات البحثية للحرمان أو التقليل من الغذاء (ما يشبه الصيام) وأثره على المستوى الخلوي على الخلية الحية

الاستخدامات البحثية للحرمان أو التقليل من الغذاء (ما يشبه الصيام) وأثره على الخلية الحية

لفت نظري عند انضمامي لبرنامج الدكتوراة في أحد المواد التي يستضاف فيها محاضرين متعددين من الجامعة أو من خارجها للتحدث عن عملهم البحثي في مجالات ذات صلة بما ندرسه، أحد المحاضرين حين تكلم عن إحداث الإجهاد الخلوي بالحرمان من الغذاء لفترات معينة وأثره الإيجابي، وقال ان ذلك نظرياً مشابه للصيام لدى المسلمين (مع العلم بأن المحاضر لم يكن مسلماً)، وذلك لاستفزاز الخلية الحية لتنتج مواداً أو تقوم بتنظيمات معينة لا تقوم بها تحت الظروف الطبيعية بهدف حماية الخلية وإطالة عمرها. فضولاً أحببت ان ابحث عن ذلك أكثر لأعلم كم البحوث التي استخدمت هذه الطريقة والكيفية التي أجريت بها هذه الأبحاث على المستوى الخلوي أو على مستوى الكائن الحي بشكل كامل، وما الآثار المترتبة على ذلك.
الإستجابة الخلوية للإجهاد هي مصطلح عام يغطي مجموعة واسعة من التغيرات الجزيئية التي تتعرض لها الخلايا استجابة للضغوط البيئية، ويستخدم في العديد من البحوث العلمية ويتم إحداث الإجهاد أو الضغط على الخلية بعدة طرق منها بتعريض الخلية الحية للتالي:
1-  درجات حرارة عالية.
2- تعريض الخلية للسموم  
3- إحداث أضرار ميكانيكية في الخلية الحية.
4- تحديد كمية الغذاء (بالحد الأدنى أو أقل)، أو الحرمان من الغذاء (وهو ما يشبه الصيام).
وكاستجابة للإجهاد الخلوي الذي سببته أحد العمليات السابقة تقوم الخلية بإتباع آليات معينة قصيرة المدى مثلاً بإنتاج بروتينات معينة أو تثبيط أخرى بغرض إطالة عمر الخلية والحفاظ عليها من الضرر الحاد الحاصل لتتكيف مع الظروف الغير ملائمة، أو بإتباع آليات طويلة المدى لتجعل الخلية أكثر مرونة مع الظروف الغير مناسبة.
سأورد مثالاً قرأته من أحد الأوراق العلمية نشرته جامعة أوبو في مدينة توركو الفنلندية جاءت بعنوان

"Cellular stress response cross talk maintains protein and energy homeostasis"

 

كمثال مختصر جداً دون الدخول في التفاصيل العلمية وقد نصت على أن تقليل الغذاء أو الحرمان منه لفترات معينه يؤدي إلى انخفاض انتاج الأنسولين، ومن المعروف علمياً بأن ذلك يؤدي لإطالة العمر أو فترة الحياة بيولوجياً، والحد من الأمراض المرتبطة بالتقدم في السن (مثل: مرض السكر، أمراض القلب، الأمراض العصبية (مثل خلل في الأعصاب الطرفية)، السرطان).
وفي ورقة علمية أخرى نشرتها جامعة بنسلفانيا في فيلاديفيا تحت عنوان:

"Cellular metabolic stress: Considering how cells respond to nutrient excess"

حيث قارنت هذه الورقة بين أثر الإجهاد الخلوي نتيجة نقص الغذاء والأثر المترتب على زيادة كمية الغذاء على الخلية (كما يحدث في حال تناول طعام زائد عن الحاجة مما يؤدي للسمنة)، ووجدوا ان تناول الطعام الزائد يرتبط بزيادة انتاج شوارد الأكسجين الحرة في الجسم المؤدية لتطور أو تقدم الإصابة بالسرطان عند المصابين بالسمنة المفرطة.

كتبته الصيدلانية: سكينة عايش الحرز.

المصادر:




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق